السبت، 18 فبراير 2012

تـدريـس التعبــير التحـريرى



تـدريـس التعبــير التحـريرى
يعد التعبير الكتابى أحد أهم فنون اللغة الأربعة وهو من أهم أدوات الإنسان فى التواصل ، والتى تتيح للفرد التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره ، وتصله بالعالم من حوله تراثا وفكرا . وتتجلى أهميته فى كونه وسيلة اتصال تعبر حواجز وحدود الزمان والمكان بين طرفى التواصل ( المرسل والمستقبل) فبدونه تفقد الجماعة اللغوية القدرة على الحفاظ على حضارتها وتسجيل تراثها، وتداوله ، وتطويره ، فالكلمة المكتوبة كانت بداية التاريخ الحقيقى للبشرية والحضارة الإنسانية .
كما أنه أكثر فنون اللغة قوة وتأثيراً وإقناعاً ، حيث إن سحر الكلمة المكتوبة على العقل لا يوازيه وسيلة أخرى من وسائل تواصل الإنسان بغيره ." فالتعبير الكتابى من أهم وسائل التواصل اللغوى وأسماها ، وهو الغاية النهائية من تعليم اللغة ، فعندما يتعلم التلميذ القراءة والتحدث والاستماع والتهجى والخط يكون الهدف من وراء ذلك هو إقدار الطالب على التعبير عما يجول بخاطره ، وذلك يساعده على تحقيق الانتماء للجماعة والتفاعل مع الآخرين .
التعبير الكتابى(التحريرى):
ويعرف مفهوم  التعبير الكتابي الإبداعي على أنه : إظهار المشاعر والإفصاح عن العواطف وخلجات النفس وترجمة الإحساس بعبارة منتقاة اللفظ جيدة النسق ، بليغة الصياغة ، بما يتضمن صحتها لغوياً ونحوياً بحيث تنقل سامعها أو قارئها إلى المشاركة الوجدانية لمن قالها أو كتبها ، كي يعيش معه في جوه وينفعل بانفعالاته ، ويحس بما أ حس هو به .
ويوصف بأنه: الكتابة التى يقوم بها التلميذ ليعبر عن مشاعره واستجاباته لخبرة معينة مثل شىء رآه أو سمعه أو اتصل به .
وهناك من يعرفه بأنه: القدرة على التعبير عن الشعور والإحساس واستخدام اللغة المجازية وفنيات الصياغة الأدبية البليغة ، ولا تقف عند هذا الحد بل تتعداه إلى أصالة الأفكار وعمقها ، وجدتها ، وأصالة أساليب التعبير عنها،والإبداع في عرضها وفى إبراز الصور المتخيلة ، وبناء الصور اللفظية ، كما تشمل كل مراحل الكتابة بدءًا بالفكرة وانتهاءً بالشكل التنظيمي .
مجالات التعبير التحريرى :
تنحصر مجالات التعبير الكتابى الإبداعى فى الشعر الذى يقيده الوزن والقافية ويصور العاطفة ويعتمد على التصوير والتخيل أكثر من اعتماده على التفكير الدقيق والمسلمات المنطقية ، و النثر الذى لا يقيده وزن ولا قافية وإنما تقيده الكتابة المسترسلة ، كما يعتمد على التفكير وأيضاً الخيال ، وصور العاطفة وبلاغة الأسلوب مما يضفى عليه جمالاً ورونقاً يضاهى الشعر فى تأثيره .
وقد اشتمل النثر الأدبى على عدة فنون أهمها : الرسائل والخطب والمواعظ، والمقال والتراجم والوصف ، المذكرات والاعترافات والقصة ، والمسرحية وكتابة التقارير واليوميات .... الخ.
ومن خلال متابعة الأدب التربوى ونتائج البحوث والدراسات فى هذا المجال، تبين أن الطلاب يميلون إلى الفنون الأدبية التى تمنحهم القدرة على التعبير عما بداخلهم وتسعى إلى تنمية القدرة على التعبير عن الذات والاتصال بالمجتمع وبناء الشخصية .
ومن أهم مجالات التعبير الكتابى الإبداعى ما يلى :
(1) القصـة : للقصة أهمية كبيرة فى ثقافة الطالب ؛ حيث تنمى الخيال وتوسع المدارك ، وتكسب القدرة على التعبير، كما تنمى ثراءه اللغوي والفكري، ولها أكبر الأثر فى تنمية الإبداع لديه، حيث تحقق ما يطلق عليه المختصون المناخ الإبداعى، ولذلك يميل التلاميذ فى المراحل التعليمية المبكرة إلى قراءة القصص وكتابتها.
إن هناك عدة عناصر يجب مراعاتها فيما يبدعه التلاميذ من قصص ودون أن يتدخل المعلم فى أصالة هذه الأفكار.
(2) المذكرات الشخصية: وهى نشاط اجتماعى يكثر تناوله بين الناس ويشترط أن يكون نابعاً من حاجات حقيقية تدفع الطالب إلى التعبير عنها كالخبرات الشخصية التى يمر بها الإنسان أو وصف معين لحدث أو مشاهدات ولكن بأسلوب منظم ، ولها عناصر رئيسة يجب أن تتوافر عند كتابتها وهى:(الزمان – المكان – الأشخاص – الموضوع – التعليق )
(3) الوصف : يعد فن الوصف من أكثر مجالات التعبير الكتابى الإبداعى شيوعاً ،وهو مجال هام للتدرب على الكتابة الإبداعية ، فكل إنسان له حواسه يدرك بها الأشياء ، ويجد على الدوام فيما يرى أو يسمع شيئاً يستحق الوصف فى السماء وعلى الأرض ... الخ . 
أقسام التعبير الكتابي :
رصد الأدب التربوي عدة تصنيفات للتعبير الكتابي تختلف باختلاف الأساس الذي يبنى عليه التصنيف وأشهر هذه التصنيفات التصنيف على أساس الغرض من التعبير الكتابي :
التعبير الكتابى الوظيفى : وهو التعبير كتابة عن المواقف الحياتية فيما يتصل بأمور تهتم بقضاء مصالح وجاجات الأفراد العامة .حيث يسعى الأنسان من خلال هذا النوع  من التعبير إلى تحقيق حاجات الإنسان المادية، ويدون التمكن منه يصبح غير قادر على القيام بمطالب الحياة ، وهذا الاتجاه نابع من فكرة مؤداها وظيفية اللغة وأنها تحقق وظائف مختلفة للفرد والمجتمع .
وتتعدد مجالات التعبير الوظيفى لتشمل :المذكرات والملخصات والنصح والإرشاد .
التعبير الكتابى الإبدعى : هو التعبير كتابة عن المشاعر والأحاسيس النابعة من وجدان الطالب  بأسلوب واضح ومؤثر بحيث يعكس هذا التعبير ذاتيته ويبرز شخصية ، أو هو اللون الذى يعبر فيه الكاتب عن فكرة من الأفكار ، فى إطار أدبى يبرز كثيرا من خصائص الأسلوب الأدبى المؤثر فى الآخرين .
وهذا النوع من التعبير له أهميته ، لأنه يمكن التلاميذ من التعبير عما يرونه من أحداث وشخصيات وأشياء تعبيرا يعكس شخصياتهم ،وبه تتضح ذاتهم ، كما يمكنهم من التأثير فى الحياة العامة بأفكارهم .
ويحتاج هذا النوع الإبداعى إلى قدرات واستعدادات معينة ، قد لا تتوفر لكثير من المتعلمين  بمعنى آخر ، أن هذه النوع من التعبير له تلاميذه الذين تتوافر فيهم الاستعدادات والميول الأدبية ، ولكن ليس معنى هذا أن نغفل جانب الأبداع عند التلاميذ بل ينبغى أن نحثهم وندفعهم اليه ، وأن نشجعهم على الإبداع فى التعبير ، كما ينبغى على المعلمين أن يسعوا إلى اكتشاف ذوى المواهب من التلاميذ ويعطوهم غاية خاصة لتنمية ميولهم الأدبية .
وتتنوع مجالات التعبير الابداعى ، فمنها تأليف القصص ونظم الشعر ، وكتابة المقالات ، والتراجم الذاتية وغيرها .
وهذان النوعان من التعبير : الوظيفى منه والإبداعى ضرورية ويجب تعليمها وتعلمها، فلا ينبغى الاهتمام بأحدهما دون الآخر، لأن لكل لكل منهما وظيفته ، فغالبا ما يلجأ المعلمين إلى التعبير الوظيفى أكثر من التعبير الابداعى أو العكس ، ولكن يجب أن يدرب التلاميذ على هذين النوعين لأن الحياة تقتضيها ، فكل تلميذ عضو فى المجتمع ولابد أن يتفاعل معه حتى تتحقق مصالحه ، ويساهم فى تحقيق مصالحة ومصالح الآخرين ومن ثم تظهر قيمة الاتجاه الوظيفى فى الحياة .
كذلك اذا لم يكن فى الحياة إبداع فلا يمكن أن يتطور المتمع بل يكتب عليه الجمود والتخلف ومن هنا تظهر قيمة الاتجاه الابداعى ، ومن ثم ينبغى على المعلمين الاهتمام بتعليم التلاميذ لهذين النوعين من التعبير.
وهناك تصنيف آخر على أساس دور كل من المعلم والتلميذ في اختيار الموضوع وتناوله وهو:
(أ) تعبير حر : وهو الذي يترك فيه المعلم للتلميذ الحرية في التعبير فلا يقيده بموضوع محدد ولا يفرض عليه عبارة معينة.
(ب) تعبير مقيد : وهو الذي يفرض فيه المعلم على تلاميذه موضوعات محددة ليكتبوا فيها .
مهارات التعبير :
حيث صنفت دراسة عفت درويش ( 1987 ) المهارات إلى مهارات رئيسية هى : المقدمة – الأسلوب – العرض – الخاتمة .
ويشير ( فتحى يونس ، 2000) أن للكتابة مهارات من أهمها : مراعاة القواعد الهجائية، ومراعاة قواعد الشل فى الكتابة ، بالإضافة إلى مهارات تنظيم الكتابة . أى أن مهارات الكتابة تتمثل فى : المهارات الفكرية ، والمهارات الأسلوبية اللغوية ، والمهارات التنظيمية .
ويذهب إلى هذا (عبد الحميد عبد الله 2003) حيث أقر هذا التصنيف ، وقسم مهارات الكتابة إلى ثلاثة محاور هى :-
المحور الفكرى : وضم المهارات الفرعية التالية :
o      يستهل الموضوع بمقدمه مشوقة .
o      يعبر عن الفكرة بوضوح.
o      يستوفى العناصر الأساسية للموضوع .
o      يرتب الأفكار ترتيبا منطقيا أو تاريخيا .
o      يسوق أدلة متنوعة لتدعيم الأفكار .
o      يولد فكرة كم أخرى .
o      يستخلص النتائج .
o           يقدم حلولا ومقترحات إذا تطلب الأمر.
المحور اللغوى : واشتمل على المهارات التالية:
o           يستخدم كلمات مناسبة للسياق .
o           يعبر بكلمات محددة الدلالة .
o           يستخدم جملا صحيحة فى تراكيبها.
o           يستخدم أنماطا متنوعة للجمل .
o           يستخدم جملا تعبر عن المعنى .
o           يوظف الصور البلاغية خدمة للمعنى.
المحور التنظيمي : وتكون من سبع مهارات ى.
o           يكتب بخط واضح ومقروء .
o           يراعى قواعد التهجى .
o           يقسم الموضوع إلى فقرات .
o           يعبر عن كل فكرة فى فقرة.
o           يستخدم علامات الترقيم .
o           يبرز كتابة العناوين الفرعية إذا تطلب الأمر.
o           يراعى الهوامش المناسبة .
ضعف التلاميذ في التعبير :
يلاحظ أن عدداً كبيراً من الطلاب في مختلف مراحل الدراسة في المدرسة يعانون من ضعف ظاهر في التعبير بشقيه الشفوي والكتابي. فإن تحدث أحدهم بلغة سليمة ظهرت إمارات الإعياء على لغته ، وقد يتوقف فجأة قبل أن يفرغ ما يريد أن يقوله من كلام ، أو لعله يلجأ إلى اللهجة العامية يطعم حديثه بها ، أو يتم ما عجز عن إتمامه بها . 
 ولعلَّ هنالك من يظن أن التعبير الكتابي يمثل صعوبة أكبر من التعبير الشفوي بالنسبة للطالب ، ولكن من يسأل الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالنسبة لهذه الإشكالية ، سيجد أن التعبير الكتابي أسهل لديهم من الشفوي ، ولكن هذا لا يعني أنهم يفلحون فيه أكثر من ذلك ، ولكنهم على الأقل يكتبون وحسب ، بغض النظر عن صحة ما كتبوا أو عدم صحته .
 والمتتبع لأساليب تعبير التلاميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية يلاحظ أن الطلاب يميلون إلى الإجابة المباشرة ، التي تكون مقدورة بقدر على موضوع السؤال الذي يسألون عنه ، فإذا ما حُوِّر السؤال أو الموضوع تحويراً بسيطاً فإن الإجابة عليه أو الحديث فيه قد تتخذان مجرى بعيداً بعض الشىء عن السؤال والموضوع .
 ويفترض جدلاً أن الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية يجب أن يكونوا قادرين على الحديث في أي موضوع يتماشى مع حياتهم أو حاجاتهم أو مشاعرهم . وهذا يعني ببساطة أن يكونوا مهيئين للكتابة في جل الموضوعات الإبداعية والوظيفية التي يحتاجون إليها . ولكن هل الأمر كذلك في مدارسنا ؟
ولعلَّ التلاميذ يبدأون في التدرب على التلخيص في بداية المرحلة الابتدائية ، ويتابعون التدرب على هذا الأسلوب التعبيري في المرحلتين التاليتين ، فهل نستطيع أن نطمئن إلى أن جميع الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية قادرون على تلخيص قصةً ، أو نص أو أفكار موضوع معين ؟ وهل يتحقق لهم القدرة على التلخيص الصحيح البعيد عن التقيد بالألفاظ ذاتها التي ضُمنت في النص الملخص؟
 ثم إلى أى مدى نستطيع أن نطمئن أن جميع الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية قادرون على تأليف قصةً ، أو على إعداد مقابلة مع أي مسئول أو نثر قصيدة بطريقة فيها بصمات الإبداع ؟
 ثم إلى أي حد نستطيع أن نحكم على معظم طلاب المرحلة الثانوية بالنسبة لقدرتهم على تنظيم أفكارهم وتبويبها ، وتقديم المهم منها؟ ومن ثم ما هي المشيرات التي تدل على أن غالبيتهم قادرون على ربط أفكارهم بعضها ببعض ، وتسلسلها بشكل طبيعي ومنطقي ؟
أما فيما يتعلق بالإضافة النوعية التي يجب أن يضيفها معظم الطلاب إلى الموضوعات التي تعطى لهم وإثراؤها وتوسيع الحديث فيها بشكل ينم عن إطلاعهم وقراءاتهم الخارجية فيها أو حولها ، واتخاذهم مواقف إيجابية أو سلبية إزاءها ، فلنا أن نسأل عن عدد الطلاب الذين يفعلون ذلك من طلبة السنة النهائية من المرحلة الثانوي.
أسباب ضعف التلاميذ في التعبير:
هنالك عوامل كثيرة يمكن أن يعزى إليها ضعف التلاميذ في التعبير ويمكن حصر هذه العوامل في :
·  ازدواجية اللغة : فالطالب يعاني من ازدواجية اللغة فهنالك اللهجة العامية التي يتعامل بها في المجتمع كل المتعلمين والمعلمين . ومما يؤسف له أن الوسط الذي يتعامل معه الطالب والمعلم هو وسط لا يستعمل غير العامية ، وتبدو العامية فيه هي القاعدة وصاحبة السيطرة ، أما الفصحى فاستعمالها محصور في حيِّز ضيق من المدرسة لا تتعداه إلى غيره .ولا ننكر أن ضعف أثر المدرسة في العالم العربي هو الذي قاد إلى سيادة العامية في الحياة العامة ، وما دام الطالب جزءاً من هذه الحياة فهو لن يخرج عن إجماع السواد الأعظم ، ولماذا يقلق – من ثم – بأمر الفصحى ، ما دام يرى أن كل أموره الحياتية تسير سيراً عادياً من خلال استعمال لغة الأغلبية !
·  سيادة العامية : أما الخطر الكبير الذي يترتب على سيادتها في المجتمع فهو أن الذين يستطيعون ويرغبون في استعمال الفصحى من طلاب وغيرهم يجدون غمزاً بل وهزءاً من جانب العوام ، مما يدفع هؤلاء الراغبين والمحبين للفصحى لادخارها إلى المواقف التي لا يشكل استعمالها أي حرج لهم وهكذا يغلب هؤلاء على أمرهم ، وهم يرون بأم أعينهم أن الشذوذ صار هو القاعدة !
·  حينما يشعر الطالب أن اللغة الفصحى ليست هي لغة الحياة : لأنها لغة التعليم والمدرسة فحسب ، فإنه لا يولي لغته الاهتمام الذي تستحقه ، كما لو كان يعيش هذه اللغة استعمالاً واستماعاً في البيت والمدرسة والشارع .
·  ومن الأسباب الأخرى أن بعض المعلمين في المدارس لا ينمون حصيلة الطلاب اللغوية الفصيحة ، ولا يستثمرون ما في دروس اللغة : من أنماط لغوية راقية لتدريب تلاميذهم على استعمالها في مواقف جديدة ، بل يمرون بها دون أن يضيفوها كاملة أو يضيفوا معظمها إلى معجم التلاميذ .
·  يضاف إلى ذلك أن بعض معلمي اللغة العربية لا يدربون تلاميذهم على المحادثة باللغة السليمة : ولا يدربونهم على الإكثار من التحدث عن خبراتهم ومشاهداتهم باللغة الصحيحة.
علاج ضعف التلاميذ في التعبير:
 على الرغم من أن حجم المشكلة غير صغير ، فإن هذا لا يعني بحال أن تثبط الهمم حيال اقتراح رؤى عملية ونظرية من شأنها أن تخفف من أثرها وتحد من تفاقم خطرها .
إن تحديد العوامل والأسباب المسئولة التي تؤثر سلبياً في تعبير التلاميذ ، يجب أن يقود إلى دراسة هذه المؤثرات وبالتالي إلى عزل أثرها وبيان الأدوار الإيجابية التي يمكن أن تستبدل بها السلبيات . حتى تنعكس هذه الآثار الموجبة على حياة الطلاب ولغتهم في المدرسة والمجتمع .
وما دامت أسباب الضعف محصورة في المجتمع والمؤسسة التعليمية ، ووسائل الإعلام المختلفة ، وفي أسرة الطالب ، فما هي المساهمات التي يجب أن تؤديها كل جهة من هذه الجهات كي تسهل عملية تعليم الطلاب في كافة الموضوعات الدراسية التي يتلقاها في المدرسة؟
بالنسبة للمجتمع :يرتبط رقي أي مجتمع من المجتمعات إلى حد كبير باستقلاله السياسي وباحترام رأي المواطن فيه وشعوره بالحرية والاكتفاء الاقتصادي ، وفي شعور الفرد فيه بأنه يؤدي دروه الموكول إليه بأمانة وإخلاص من أجعل إسعاد الآخرين.
 إن لكل مجتمع من المجتمعات سمات قد تشاركه في مجتمعات أخرى ، وسمات أخرى قد يتفرد بها مجتمع دون آخر ، وهذه السمات قد تكون عقلية أو جسدية أو قد تتعلق بالعادات والتقاليد وغيرها .
 ولعل لغة المجتمع هي السمة التي تحاول جميع المجتمعات المحافظة عليها ، وتعليمها لأبنائها سواء أكانت مكتوبة أم ملفوظة ، من أجل أن يتفاهم الفرد مع غيره بها ، إن كانت غير مدونة ، ومن أجل نقل الموروث الديني والفكري والحضاري والأدبي إن كانت اللغة مكتوبة .
 إن محنة اللغة العربية تكمن في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري التي يعيش في ظلالها أبناء الأمة العربية في أيامنا ، والتي تنعكس آثارها السلبية جلية على لغة العربي ثم على طريقة تفكيره ، وهنالك ارتباط وثيق بين رقي الأمم واستقلالها واعتمادها على ذاتها ، وبعدها عن أي لون من ألوان التبعية السياسية والفكرية والاقتصادية ، وبين احترام الأمم للغتها والمحافظة عليها . إن من شأن التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي أن تؤدي بالضرورة إلى تغيير نفسية المواطن العربي وتعيد إليه الثقة بنفسه وبتراثه وبلغته أيضاً .
 ولعلَّ تفشي الأمية في أقطار الوطن العربي راجع إلى الأوضاع السيئة التي ذكرت ، والأمية من أهم عوامل سيادة العامية ، ومن الأسباب المؤثرة في ضعف اللغة ، والبعد عن التمسك بها.
مراحل التدريب على التعبير وموضوعاته في كل مرحلة: 
أولاً  : في المرحلة الابتدائية :
في الصفين الأول والثاني ، يقتصر تدريب الأطفال على التعبير الشفوي في المجالات التالية:
·     التعبير عن خبرات الطفل ، ألعابه ، أصدقائه ، ما يشاهده من مظاهر طبيعية وحيوانات في بيئته ، وغير ذلك مما يقع في دائرة اهتمامه ومشاهداته .
·  التعبير عن الصور الواضحة ، المتدرجة في دلالتها ، ابتداء من الصور المفردة ، ثم الصورتين وانتهاء بالقصة المصوّرة غير تلك الواردة في الكتاب .
·  الاستماع إلى القصص ، وإعادة سردها من التلاميذ عن طريق الصور المتتابعة لها ، وإفساح المجال أمام التلاميذ لإسماع زملائهم قصصاً سمعوها من ذويهم .
·     الحديث عن الأخبار البسيطة والنشاطات  التي يقوم بها الأطفال كالحديث عن زيارتهم ، ورحلاتهم ، أو الحديث عن يوم العيد ، أو غير ذلك .
·  استثمار الصور المعدة للتدريب على التعبير الشفوي في الصف الأول وكذلك التدريبات الخاصة بالتعبير في كتاب الصف الثاني ، هذا وتهيء كتب اللغة المستعملة عادةً عدة مجالات للتلاميذ للتدريب على التعبير ، فهي تحتوي على عدة موضوعات حرة تقوم على المحادثة والوصف كما تضم عدة مجالات تحدد للتلاميذ من خلال الصور في بعض الدروس الإجابة عن أشياء موجودة في الصورة وفي دروس أخرى يتدريب التلاميذ على التعبير عن طريق ملء الفراغ بكلمة والتدرج إلى أكثر من كلمة ، واستعمال بعض المفردات في جمل .
ومن البديهي فإن في الأسئلة التي تلي دروس القراءة في الصف الثاني مجالاً خصباً لتدريب التلاميذ على التعبير الشفوى.
ثانياً : تدريس الموضوعات المختلفة :
·  في المرحلة الابتدائية ، ويكون عبارة عن أسئلة يطرحها المعلم بأشكال مختلفة حول الموضوع ، ليجيب التلاميذ عليها .وقد يكون موضوع التعبير في المرحلة العليا منها وصفاً محدداً أو غير محدد ، وقد يكون تدريباً على كتابة قصة أو أخبار ونشاطات قام بها التلميذ .
·  في المرحلتين الإعدادية أو الثانوية :التمهيد للموضوع من خلال التشجيع لما له من دور هام في ضمان مشاركة جميع التلاميذ في التعبير .ولباقة المعلم وحسن تصرفه ، وبعده عن التثبيط من أهم العوامل التي تؤثر إيجابياً في تعبير التلاميذ.والالتزام بلغته الفصيحة ، وعباراته الدقيقة الواضحة ، أبعد الآثار في نفوس تلاميذه ، وتأثرهم به تأثراً حسناً مدى الحياة .
ثالثا : تدريس التعبير الحر :
التمهيد . يمكن أن يمهد المعلم لدرسه من خلال التالى:
·     يربط الموضوع بخبرات التلاميذ ، أو غير ذلك .
·     استثارة للتلاميذ بأسئلة مختلفة حول موضوع التعبير ، فإن كان مجاله صورة ما ، يطرح المعلم أسئلة مختلفة على جميع جزيئات الصورة .
·     استثارة خبرات الأطفال حولها ، نظراً لأن كل طفل في إحدى جزيئاتها ، صورة لخبرة أو تجربة مر بها أو عرفها.
·     تمثيل التلاميذ دور المعلم ، بطرح الأسئلة على زملائهم أو طرحها على معلمهم .
·     تدريب التلاميذ على ترتيب حديثهم حول الموضوع الذي تحدثوا فيه ، وذلك بإعادة بعضهم الحديث عن الموضوع بالتسلسل .
ولابد من مراعاة مجموعة من الاسس عند تدريس التعبير منها :
·     ما قبل التدريس :وتهدف تحديد غرض موضوع التعبير ومجالها،ومناسبتها للتلميذ.
·     أثناء التدريس :وذلك من خلال مشاركة الطلاب فى تحديد الأفكار وكتابتها .
·     المراجعة :وما تتضمنه من إجراءات تعدل الفكرة وتطورها .
هذا وللتقويم دور هام فى تدريس التعبير ، والمثل الأعلى لتصحيح التعبير سواء أكان تحريريا أم شفويا هو الإصلاح المباشر لإرشاد التلميذ إلى الصواب أولا بأول.ودور المعلم هو التركيز على الفكرة الرئيسية ومعالجتها .
قياس وتقويم مهارات التعبير الكتابي:
لتقويم التعبير الكتابي أهمية تعليمية بالغة ، إذ يدرك المدرس عن طريقه مدي ما وصل إليه التلاميذ من المقدرة التعبيرية والإبداعية ، كما يتعرف علي مستوياتهم المختلفة ، ونواحي الضعف والقوة لديهم ، وعلي هذا الأساس يخطط لكيفية علاجه للضعفاء منهم ، ليتم مراعاة ذلك فى دروسه المستقبلية .
وفي الوقت نفسه يعد تغذية راجعة للتلاميذ ، من خلاله يتعرفون علي أخطائهم مما يعينهم علي اجتنابها ومحاولة تصويبها ، كما أن معرفتهم لمستواهم بدقه يوقفهم علي تحديد جهودهم في ضوء مستواهم الحقيقي ، فيضاعف  المقصَر جهده ، كما يولي المجتهد الثقة بقابليته الإبداعية .
 وللتقويم في مجال التعبير الكتابي أغراض عديدة أهمها الوقوف علي ما وصل إليه الطلاب من فهم للفكرة وسلامة في التعبير وصحة في اللغة والنحو وعناية بالتنظيم والترتيب وقدرة علي الطلاقة والمر ونه والأصالة والتفاصيل مع الالتزام بالمهارات الخاصة والفنية بكل مجال من مجالات التعبير الكتابي الإبداعى المحددة فى البحث الحالي .ولكي تتم هذه العملية بشكل علمي يجب مراعاة مجموعة من المبادئ والأسس تتمثل فيما يلي :
(1) يجب أن يشجع المعلم الطالب علي أن يقوَّم تعبيره بنفسه قدر الإمكان فإن خير إصلاح يمكن رسوخه ودوامه هو الذي يدرك الطالب معناه وحقيقته ، فليس الغرض من التصحيح أن يتعب المعلم نفسه في الوقوف علي فكرة وكلمة وأسلوب .
(2) يجب أن يكون التعليق الذي يقدمه المعلم مرتبطاً بكتابات الطلاب تعليقاً مباشراً وأن يكون موضوعياً .
(3) ينبغي أن يركز المعلم في التصحيح علي قياس مدى إتقان مهارات التعبير الكتابى الإبداعية العامة ومتطلبات الكتابة الإبداعية ثم مهارات الكتابة الإبداعية الخاصة بكل مجال من المجالات المحدد فى البحث ، ولا مانع من أن يعالج الأخطاء بوجه عام أولاً ثم يعالج الحالات الفردية إذا أحس بأهمية ذلك لكل تلميذ حتى سنحت له الفرصة .
(4) يجب أن يعيد المعلم إلي الطلاب كراساتهم سريعاً بقدر الإمكان ، حتي يمكنهم الإفادة مما قام به من نقد وتوجيه ، بعد وضع الخط تحت الأخطاء أو الإشارة إليها بالرمز المتفق عليه
(5) يجب أن يوضح المعلم للطلاب الذين توجد لديهم مشكلات وجهه نظره في تصحيح هذه الأخطاء والتوجيهات التي يوجهها لهم لتلافيها .
(6) لا بأس أن يتخير المعلم الكتابات الجيدة ويوضح أوجه التميز فيها ويبرز أهم مهارات الإبداع الممثلة فيها ثم يقرأها أو ينشرها في مجلة الفصل أو مجلة المدرسة .    
(7) يجب أن يتدرج المعلم في عملية التصحيح وينبغي ألا يغالي في المرات الأولي في تقدير الدرجات لأن ذلك ربما يؤدي إلي انصراف الطلاب عن الكتابة وقتل الإبداع لديهم
(8) من الخطأ أن يتصور المعلم أنه يستطيع إصلاح جميع الأخطاء مرة واحدة وأن يتوقع أسلوباً راقياً وإتقاناً لجميع مهارات التعبير الكتابي الإبداعي بعد كتابه موضوع أو موضعين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق